|
كتبها Administrator
|
|
الجمعة, 09 أغسطس 2019 15:01 |
|
مراقبة الجودة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لماذا تخرج بعض المنتجات عندنا فى صورة ناقصة ، أو مشوهة ، أو مضروبة ؟ لأن المصنع الذى قام بصنعها لا توجد به مراقبة الجودة Cuality Control. أى إدارة أو قسم تنحصر مهمته فى متابعة الإنتاج منذ كان مادة أولية دخلت إلى المصنع حتى وصل إلى آخر مرحلة من التغليف والتعليب . وبالطبع لا توجد هذه الإدارة أو القسم إلا فى المصانع أو المؤسسات الصناعية المحترمة ، التى تحرص أن يظل اسمها نظيفا ، وسلعتها مطلوبة ، ورأى عملائها فيها على أعلى مستوى . أما المصانع التى تخلو من إدارة أو قسم مراقبة الجودة فهى التى لا تعبأ بشئ من ذلك ، وينحصر هدفها فى إغراق السوق بسلعة مضروبة ، تحصل من ورائها على ربح سريع ، لكنها تخسر بذلك السمعة ، ولا يكون لها تاريخ ولا مستقبل ، وهى التى تؤخر مسيرة التقدم فى المجتمع الذى تعيش فيه . واسأل نفسك : ما الذى يجعل أى مستهلك حريصا على أن يقتنى مصنوعات اليابان ، ويتردد كثيرا أو لا يلجأ إلا مضطرا لمنتجات تايوان ؟ لأن الإنتاج اليابانى متميز ويحترم الزبون فى كل بلاد العالم . أذكر أننى شاهدت برنامجا تلفزيونيا فى فرنسا عن أحد المصانع اليابانية التى تنتج عقود اللؤلؤ الصناعية . وبالطبع المصنع كله بالكمبيوتر ، ولا يزيد العاملون عن عدد أصابع اليدين . لكنهم وضعوا فى نهاية خط الإنتاج رجلا عجوزا لديه خبرة فى الامساك بكل عقد ، والمرور بأصابعه على حباته المتدرجة من الأصغر إلى الأكبر ، لكى يتأكد من أن العقد مطابق للمواصفات الفنية الجيدة . وعندما سأله المذيع الفرنسى : لماذا تقوم بهذا العمل وهناك الكمبيوتر ؟ أجاب ببساطة : أن الكمبيوتر قد يخطئ ، فتقوم اليد البشرية بمتابعة الخطأ ، والإمساك بأى عقد به غلطة ولو بسيطة جدا ، حتى لا يخرج إلى التصدير للخارج ، وبذلك يضمن المصنع أن إنتاجه سليم مائة فى المائة ، وليس 99 % .
ليست مراقبة الجودة التى تميز الصناعة الجيدة ، وبالتالى البلاد التى اشتهرت بها مثل ألمانيا وبريطانيا واليابان سوى تحقيق لقول الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) : إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه . ومن الواضح أن الإتقان يتطلب إعطاء كل شئ حقه ، وكذلك يقول الرسول الكريم : من غشنا فليس منا . والغش كما نعلم أنواع ودرجات . وهو لا يقتصر فقط على مجال التجارة ، بل إنه يوجد أيضا فى مجال الصناعة والزراعة ، وكذلك السياحة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 |
