عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
عادات لها آلاف السنين صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 09 أغسطس 2019 14:57

 

عادات لها آلاف السنين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يخطئ الذين يعتقدون أن بعض الأفكار الخاطئة التى تشيع فى مجتمعنا المعاصر إنما هى بنات الجهل وفترة التخلف التى عاشتها مصر خلال القرن التاسع عشر وما قبله بقليل ، غافلين عن أن كثيرا من العادات المصرية القديمة ، التى ترجع إلى عصور الفراعنة ، قد استمرت عبر العصور ، وارتبطت بحياة الشعب المصرى حتى وصلت إلينا ، وحلقت بأجنحتها فوقنا ، ومازالت تسكن عقول الكثيرين منا . 
ومن ذلك : شدة الحرص على كثرة الأولاد والنسل ، ولهذا السبب يبكّر الريفيون بتزويج أبنائهم وبناتهم ، تبعا لما قاله الحكيم ( آنى ) فى وصية إلى ابنه : اتخذ لنفسك زوجة وأنت صغير ، حتى تعطيك ابنا تقوم على تربيته وأنت فى شبابك ، وتعيش حتى تراه وقد اشتد وأصبح رجلا ــ وإلى هنا الكلام معقول جدا لكنه يضيف قائلا : إن السعيد من كثرت ناسه وعياله ، لكى يوقرونه من أجل أبنائه !!
ونحن حاليا نعيب على شبابنا شدة إقبالهم على الوظيفة الحكومية ونحاول أن ندفعهم دفعا إلى آفاق المشروعات الخاصة ، التى هى أساس ازدهار المجتمع . لكننا ننسى أن حب الوظيفة الحكومية هو عادة فرعونية قديمة . كتب أحد أجدادنا إلى ابنه يقول : بلغنى أنك أهملت دراستك ، وسرت وراء ملاهيك . فهل تريد أن تكون فلاحا تشقى وتكدح ! لا تكن فلاحا ، ولا تكن جنديا ، ولا تكن كاهنا ، بل كن موظفا يحترمك الجميع ، ويمتلئ منزلك خدما وحشما وتتربع فى مجلس الثلاثين إلى جانب رجال البلاط .
ولدينا عادة التذمر الشديد من الانتقال للعمل فى مكان آخر ، وقد أدركت الإدارة المصرية ذلك منذ القدم فجعلت النقل إلى مكان بعيد عقابا على خطأ أو تعبيرا عن عدم رضا . ولنستمع إلى ذلك الموظف المسكين الذى نقل من بلده منفيس منذ أربعة آلاف سنة ، فكتب يقول : إنى أجلس هنا بالجسم على حين تطير روحى إلى منفيس ، حتى تطمئن على الأحوال هناك وتستقر . إنى أجلس هنا ولست بمستطيع أن أقوم بعمل .. أى الهى بتاح .. احضر إلى وخذنى إلى منفيس ودعنى أرها ولو من بعيد !!
وكان ومازال الإسراف فى الأفراح من عادة المصريين ، قدماء ومعاصرين . فقد كان أثرياء العصور القديمة ينفقون ببذخ شديد على ولائم الأفراح ، ويقدمون فيها مختلف أنواع اللحوم ، وكانت تقاس مكانة الداعى بمقدار ما يقدمه فى الوليمة من ألوان الطعام والشراب ، وكان يطوف بالمدعوين قبل الأكل وبعده خدم بأباريق مملوءة بالماء ليغسلوا فيها أيديهم .. تماما كما يحدث حتى اليوم !
وكان ومازال الاعتقاد فى تأثير السحر موجودا بقوة عند القدماء والمعاصرين . وكان السحرة القدماء يصنعون تماثيل من الشمع ، ويغرزون فيها الدبابيس ليصيبوا من يريدون بالألم والمرض ، كما كانوا يضعون التمائم والأحجبة لأغراض الحب والكره والحفظ ، ويوصون بتعليقها فى رقاب الأطفال لكى يعيشوا وتطول أعمارهم . وبالطبع كلنا يشاهد حاليا ( الخمسة وخميسة ) المصنوعة من الذهب أو الفضة على صدور أطفالنا وأحيانا على جبهاتهم .
وكان المصريون فى عمومهم يؤمنون بوجود ساعات للنحس من بين ساعات الليل والنهار ، كما كانوا يعتقدون بدخول الجن إلى أجساد بعض الناس ، وعدم خروجهم منها إلا بعد إقامة حفل صاخب ( الزار ) .. أما الحسد ، فكان ومازال الاعتقاد شائعا فيه ، وللحماية منه وضعوا على أبواب البيوت بعض الصحون وقرون الأغنام وعروسة القمح ، وفى أيامنا هذه يضع أصحاب السيارات الخرز والسبح والقلائد اتقاء لعين الحسود ..

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy