عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
دار الكتب المصرية صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 09 أغسطس 2019 14:54

 

دار الكتب المصرية


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسسها على مبارك سنة 1871 . ومن يومها قامت بدور هام فى حفظ تراث الأمة العربية كلها ، حيث تم جمع المؤلفات المخطوطة ، إلى جانب تلك التى كان قد بدأ طبعها ، كما أضيفت إليها المكتبات التى أهداها إليها عدد من كبار الشخصيات أشهرهم تيمور باشا . وقد نظمت فيها عملية الإطلاع الداخلى ، والاستعارة الخارجية ، وكانت بالنسبة للأجيال المتعاقبة المكان الذى يذهبون إليه للحصول على المعرفة الحقيقية ، ويطلعون على تراث الأجداد ، وهو الأمر الذى أخرج مصر بالتدريج من ( مرحلة المشافهة ) المرتبطة بالجهل والإشاعات ، إلى مرحلة ( الكلمة المطبوعة ) القائمة على التمحيص والمراجعة والنقد والتحليل . وقد تولى مسئولية إدارة دار الكتب عدد من كبار الشخصيات العلمية التى أضاف كل منها إلى الدار عملا جيدا . ويكفى أن نشير إلى ما قام به على مبارك نفسه حين خصص قاعة للمحاضرات أطلق على اسم ( دار العلوم ) وكان يحاضر فيها علماء أجانب فى النبات ، والطبيعة ، والفلك ، إلى جانب علماء مصريين فى الأدب والتفسير .
استحدثت دار الكتب تقليدا جيدا ، يلزم كل مؤلف أو مطبعة بإرسال عدد خمس أو عشر نسخ لتوضع فى الدار من أجل الإطلاع ، والتوثيق . وتطورت دار الكتب فخصصت لها مطبعة ، قامت بطبع العديد من كتب التراث العربى ، كان يقوم بتحقيقها عدد من كبار علماء مصر وأدبائها . وأذكر أن الكتاب الذى كان يطبع فى دار الكتب كان يحتل بين المثقفين مكانة عظيمة ، لأنه لم يحظ بهذا الشرف إلا بعد اختياره على نحو دقيق ، ومراجعته على نحو يكاد يخلو من أى خطأ . ثم جاء اليوم ، الذى توسعت فيه دار الكتب وانتقلت من مكانها التقليدى فى حى باب الخلق لتطل على النيل . وعلى الرغم من المكان الجديد إلا أنه لم يعد يستقبل الأعداد التى كانت تتوافد على الدار فى مكانها القديم ( ويبدو أن المسألة مسألة عتبات ! ) لكن الأهم أن هناك العديد من المكتبات التى قامت إلى جوار دار الكتب المصرية ، وأهمها مكتبة القاهرة ومكتبة مبارك ، وكل منهما تتميز بالنظافة والأناقة والتنظيم الجيد ، وقد أدى ذلك إلى ضعف شعلة دار الكتب قليلا ، فلم يعد لها نفس الإشعاع القديم ، ولم تعد كما كانت فى الماضى ملتقى للكتاب والأدباء والمثقفين ، وتحاول جاهدة أن تقيم بعض الندوات فلا يرتادها إلا بعض موظفى الدار مجاملة لمديرها .
ماذا جرى لدار الكتب المصرية ؟ لقد جرى عليها كل ما يجرى على البيوت العريقة عندما تنطفئ فيها الروح ، وتهجرها الأجيال الجديدة ، ويتحول الأثاث فيها إلى كتل ضخمة يعلوها الغبار ، وتتراكم فوقها ذكريات لا يرغب أحد فى استعادتها ، أو الإصغاء إلى صوتها المبحوح ..
وإذا كان من الضرورى الحفاظ على (دار كتب قومية) للبلدد كلها ، فمن الضرورى أيضا أن تنشأ فى كل محافظة ، بل فى كل مدينة وحىّ : دار كتب مصغرة لتساعد الأجيال الجديدة على الاطلاع والتزود بالمعرفة من كنوزها .

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy