عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الضجيج فى حياتنا صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 09 أغسطس 2019 14:49

 

الضجيج فى حياتنا



ــــــــــــــــ
لم يعد تاجر الروبابيكيا عندنا ينادى على بضاعته ، التى لا تحتوى أساسا على أى سلعة ! إلا بواسطة مكبرات الصوت ، الذى يقلق به راحة السكان فى كل أحياء المدن الكبرى ومن أهمها القاهرة والجيزة والإسكندرية . ولأن أحدا لا يمنعه من ذلك نتيجة عدم وجود قانون يردعه ، فقد راح يقلّده عدد آخر من الباعة الجائلين مثل بائع الخضار والفاكهة والدجاج الحىّ والسجاد ..إلخ . وهكذا أصبحت شوارع المدن سوقا مستباحا للإعلان عن البضائع بالصوت (الحيّانى)المزعج ، فإذا أضفت إلى ذلك طريقة موزّعى أنابيب البوتاجاز ، وطرْقهم بالمفكّات على سطح الأنابيب ، اكتملت على أذنيك وأنت جالس فى بيتك (معركة صوتية ) تحرمك من الراحة التى تنشدها ، وتعكر هدوء أعصابك الذى تتمناه ، الأمر الذى يؤدى إلى ارتفاع ضغطك وزيادة نسبة السكر فى دمك . وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد ، فهناك كلاكسات السيارات التى يستخدمها بعض الأراذل فى النداء على أصدقائهم ، ثم استريو السيارة الذى يرفعه صاحبها لينعم بسماع أغنية مضطربة وسيئة اللحن دون أن يراعى مشاعر الذين يتأذون من مجرد سماعها .
وإذا كانت هذه المنغصات السمعية تحيط بك خلال النهار ، فإن ما ينتظرك بالليل
قد يكون أقسى . فالويل لك إذا رجعت من عملك مساء وأنت مرهق ، ونويت أن تأوى إلى فراشك فى وقت مبكر ، ثم وجدت بالصدفة أن سرادقا للعزاء قد تم نصبه على مقربة من شارعك ، وراحت أصوات القارئين تتبارى فى إيصال الصدى إلى أبعد مكان على ظهر الأرض ، ظنا منهم أن الناس سيترحمون على الميت . وهذا وهم منهم . فالميت لن ينفعه سوى عمله ، فى حين أن هذه المظاهرة الصوتية التى يقيمها أهله ليست من الدين فى شىء !
الظاهرة التى تحيّرنى بحق هى أن الناس فى بلادى أصبحوا معتادين على تلك الأصوات الخارقة للأذن ، وأن الضجيج صار هو السمة الغالبة على حياتهم ، حتى أن هذا ظهر ـــ مع الأسف ـــ على سطح نهر النيل الوديع . وقد أصبح من غير المستغرب أن تشاهد سفينة سياحية أو حتى قاربا صغيرا وعليه مجموعة من الناس يهرجون حول مكبر للصوت يزعج بأغانيه السخيفة من جاءوا لينشدوا بعض الهدوء والسكينة على ضفافه !
أيها السادة .. إن الفارق بين حى راق وحى متخلف أن الحى المتخلف هو الذى يتصايح فيه الصغار ، ويصرخ الكبار ، ويوجد فيه أكثر من محل سمكرى أو مدرسة ترفع مكبرات الصوت من طابور نسيم الصباح فيها .. فى حين أن الحى الراقى هو الذى يلفه الهدوء ، ويعمّه الصمت ، ويخلو من زعيق الباعة الجائلين . يقول مثل إنجليزى : (كلما زاد الضجيج قلّ العائد) ، ومثل فرنسى : (الضجيج لا ينتج خيرا ، والخير لا ينتج ضجيجا) ، وأجمل منهما المثل المصرى : (هبْله ، ومسّكوها طبْله) !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy