|
كتبها Administrator
|
|
الجمعة, 09 أغسطس 2019 14:47 |
|
أسلوب بيع اللحوم
ــــــــــــــــ
أعلم جيدا أن (العادات(
لا يمكن تغييرها أو حتى تعديلها
بمجرد كتابة مقال نقدى عنها
أو حتى بمجرد مرور عشرات السنين عليها
بل إن بعضها قد يستمر لمئات السنين
بسبب التقليد الأعمى ، والعناد المتحجر
حتى يدرك أصحابها أخيرا أنها كانت غير مفيدة لهم
أو بالأحرى ضارة بالمجتمع
وعندئذ يقومون بالتخلى عنها
وإحلال غيرها فى محلها .
ـــــــــــــــــــ
وعن عاداتنا فى أسلوب بيع وشراء اللحوم
أتحدث :
فمن الملاحظ أن أسلوب عرض الجزارين للحوم عندنا
يقوم على أسس خاطئة منذ عهود سحيقة
ومنها : أنها ضارة بالصحة من ناحية ،
ومهلكة لما فى جيوب المستهلكين من ناحية أخرى .
فقد تعوّد الجزارون أن يعرضوا الذبائح على أبواب محلاتهم
وما من شك فى أنهم يتركونها فريسة للهواء الفاسد ،
والهجوم المتواصل من مختلف الحشرات
وأخطرها الذباب والبعوض
بالإضافة إلى ثانى أوكسيد الكربون
الناتج من عادم السيارات
وبعضهم يحاول تجميل الموقف ،
فيغطى الذبيحة بشاشة بيضاء
ظنا منه أنها تمنع تلك الملوثات عنها ،
ولكن هيهات !
وقد رأيت بنفسى بعضهم
يرش سطح الذبيحة المعروضة بالبيْرسول
لإبعاد الناموس عنه !!
ـــــــــــــــــــــــ
أما ـــ نحن المستهلكين ـــ فنطلب مشترياتنا من اللحوم
بالكيلو والاثنين والثلاثة وأحيانا أكثر من ذلك
ولا نكاد نميز جيدا بين قطع اللحم المتميز
من المتوسط من العادى
وكل ما يهمنا هو اللحم الأحمر، والخالى من العظم ..
.. .. ..
لكننا أغفلنا كالعادة تغير الظروف ، ومرور الزمن
فقد ارتفعت أسعار اللحوم كثيرا
ولم يعد دخل رب الأسرة يكفى جميع متطلباتها
لذلك أصبحت الحاجة ماسة إلى ترشيد الاستهلاك
وتخفيض النفقات ومنه أسلوب شراء اللحوم
وإحلال بدائل أخر غيرها ..
ولسنا هنا بصدد اختراع أشياء جديدة من العدم
فقد سبقنا كل من الغرب والشرق إلى الأسلوب الأمثل
وهو : تجزئة الذبيحة إلى قطع صغيرة
حسب قيمتها ومميزاتها
مع ضرورة تحديد تاريخ صلاحيتها
ووزنها بالجرام ، وليس بالكيلو
ووضع السعر عليها
ثم تغلّف جيدا فى أطباق من الفوم
وتحفظ فى ثلاجات العرض البيع
وتترك للزبائن : يختار كل منهم ما يناسب حاجته
دون تدخل أو تحكم من أى جزار !
.. .. ..
وبهذا الأسلوب الحضارى وحده ،
يمكننا أن نغيّر من عادتنا القديمة ،
ونحل محلها عادة جديدة :
أكثر صحة ، وتخفيفا على جيوب المستهلكين !
ـــــــــــــــــــــــــ
 |
