|
كتبها Administrator
|
|
الجمعة, 09 أغسطس 2019 14:42 |
|
كرة القدم
لا يمكن لإحد أن يجادل فى أن مستوى كرة القدم لدينا لا يتناسب بحال من الأحوال ومكانة مصر الحضارية . فهى الدولة الأسبق بين دول المنطقة التى أدخلت مختلف أنواع الرياضة منذ وقت باكر ، وفى مقدمتها كرة القدم . والواقع أن مصر أنجبت أبطالا متميزين فى تلك اللعبة ذات الشعبية الأولى ، كما كونت فرقا قوية ، حققت انتصارات رائعة ، ولكنها بمرور الوقت ، وفى الفترة الأخيرة ، تخلت عن مكانتها لدول عربية وإفريقية أخرى ، بل وحتى لدول أسيوية لم تبدأ مسيرتها الكروية إلا منذ وقت قصير جدا .
ما السبب ؟ بصفتى لاعب كرة قديم فى شوارع القاهرة ، وليس باعتبارى صاحب فكر استراتيجى معاصر فى هذا المجال ، فإننى أقول أولا : إن لعبة كرة القدم رغم أنها لعبة جماعية فإنها تعتمد أساسا على المواهب الفردية . وليس معنى توافر هذه المواهب الفردية أنها وحدها تكفى ، بل لابد أن تعتمد على فريق متكامل ، يؤدى كل واحد منهم دوره فى الملعب ، ويأخذ بعضهم مكان بعض عند اللزوم . لكن وجود المواهب الفردية هو الذى يعطى للفريق الروح التى يتماسك بها ، ويمكنه أن يتحرك فى منظومة متناسقة ومتكاملة .
ثانيا : لابد أن يتم اختيار اللاعبين ، خاصة فى المباريات القومية ، التى تؤثر على نفسية الجماهير ، على أساس المهارة والذكاء والحيوية ، وليس فقط على أساس الأجسام العريضة ، والقامات الطويلة ، والرؤوس الفارغة من حسن التصرف ، أو على أساس المجاملات والأحقاد الشخصية !
ثالثا : أننا بدأنا نعطى أهمية أكبر للمدرب على حساب اللاعب ، مع أننا فى نهاية الأمر لا نتعامل ـــ مشاهدة واستمتاعا وتوقعا للأهداف ـــ إلا مع اللاعب . وهنا غالبا مانرى المدرب يضع خطة للعب ثم يفاجأ لاعبوه بخطة مفاجئة ينفذها الفريق المنافس ، فيسقط فى أيديهم ، ولا يستطيعون التصرف مع معطيات الموقف الجديد .
رابعا : أننا نتجاهل فى كثير من الأحيان دور الدفاع فى اللعب ، ونكتفى بالتركيز على لاعبى الهجوم الذين يحرزون الأهداف ، مع أن الدفاع الجيد هو الذى يتيح للمهاجمين تلك الفرص السعيدة . وهنا لابد من التأكيد على ضرورة تأمين الفريق بحارس مرمى جيد ، مع اعتباره خط الدفاع الأخير الذى يحمى كرامة فريقه من توالى الأهداف عليه ..
خامسا : أهمية أن يتجول مشرفو النوادى فى شوارع المدن والقرى ، وأن يدخلوا إلى الحوارى التى يلعب فيها الصغار كرة القدم (الشراب) ، فمن بين هؤلاء الفتيان يمكن التقاط بعض أبطال الغد فى كرة القدم المصرية .
سادسا : أن تنشط ملاعب كرة القدم فى المدارس والجامعات ، وأن ينظم لها دورى وكأس ، كما يحدث فى الأندية ، لأننا فى هذه الملاعب أيضا ، يمكننا أن نكتشف الكثير ، والكثير جدا من أبطال المستقبل . والميزة هنا أن الطلاب لا يلعبون بمقابل مادى مثل لاعبى الأندية !
وأخيرا من الضرورى أن يتعود جمهور كرة القدم على أن أى مبارة تحتمل المكسب والخسارة ، وأن التشجيع ينبغى أن ينصب فى المقام الأول على اللعب الجيد ، والتصرف الذكى فى الملعب ، وكذلك على الروح الرياضية الممتازة التى لا تنفصل أبدا عن الخلق الفاضل فى الحياة .
إذن متى تزدهر الكرة المصرية ؟ عندما تتوافر لها مجموعة من المواهب الكروية المتميزة ، فنعطيها لمدرب ينظم المسئولية بينها ، ثم نطلقها فى الملاعب لتحقق لنا الكثير من المتعة ، والمزيد من الفوز . وحتى ذلك الوقت ينبغى ألا نغضب ، أو نأسف ، أو نتبادل الاتهامات !
 |
