|
كتبها Administrator
|
|
الجمعة, 09 أغسطس 2019 13:39 |
|
الجوع
الجوع ليس ندرة الطعام
ولا أنين البطن فى الظلام
الجوع رغبة وحشية الخطى ،
تدبّ بانتظام
وفى العيون ومضها يشعّ ،
كلما رأت فريسة ،
طريحة فى الطين ،
أو مكسورة الأقدام
ومثل تنين ، ثقيل الوزن ،
يضرب الثرى بقبضتهْ
وينهش الأحياء بانتقام
فى جوفه ماكينة ،
تطحن كل ما يصير فى الحشا
من القرون والعظام
وليته يشبع .. بل يأكل كلما شبعْ
ولا يملّ من مرارة المذاق ،
أو لزوجة الطعام ْ
ـــــــــــــــــ
رأيت هذا الجوع
فى عيون بعض أصدقائنا
ورغم أنهم تملكوا القصور والغلال
واختزنوا حقائب الأموال
وأحرزوا المناصب التى تنال بالحبال
فإنهم جوعى من الداخل فى أرواحهم
نفوسهم أطلال
وعيشهم قتال
وقلما ارتاحوا بلحظة من الأمان ،
أو بهدْأة من الترحال
زائغة عيونهم من الغد المجهول،
وانتكاسة المآل
وإن تضاحكوا ..
فصوتهم كالرعد فى ذوائب الجبال
لكنه يعود يختفى ، كما الظلال
عندما تغيب الشمس فى التلال !
ـــــــــــــــــــ
الجوع فى عيون بعض أصدقائنا
حكاية طويله
تعود للطفوله
لأعمق الأنفاق فى مرابض الطفوله
وكم تظاهروا بالنوم ،
وارتمواْ على الحصيرة الذليله
وانتظروا من الإناء غرفة
وليس فى الإناء غير الماء
تغليه مرضع عليله
توهمهم أنهم سيأكلون
لكنما المساء ينقضى ..
بدون عظمة ،
أو كسرة بليله
الجوع كافر ، يطيح بالنهى ، ويطرد الإيمان
الجوع قاتل ، يمزق الحشا ، ويسحق الإنسان
ــــــــــــــــــــــــ
وحينما نما الصغار ،
أصبحوا عمالقهْ
كيف استطالوا هكذا ؟
ولم يكن هناك ما يوفر الثقه
لكنهم تمددوا ، وانتشروا
وأصبحوا مع الزمان أثرياء
المال ، والطعام ، والثياب ، والنساء
ومن غرائب الأمور أنهم سواء
حين يمرّ جائع ،
يحاصرونه بنظرة ازدراء !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 |
