|
موجة جراد
طار الحمام من الكويت
وهوى على الأبراج صمت
صمت، غريب الوجه، محترق الشفاه
صمت يداهم كل بيت
وتساءلت أم:
- ترى ماذا يدور؟
تلمس الشيخ الضرير عصاه ،
أسرع خادم نحو السراج
ما عدا في القنديل زيت!
* *
جاء الصباحُ بألف صاعقةٍ،
وأغرقت الدروب خطى الجنودْ
وتساءلت في الركن سيدةُ عجوزْ
- ماذا يريدونَ؟
- النساءْ
- ماذا يريدونَ؟
الوطنْ!
* *
من أيّ زاويةٍ أتى هذا الجراد المستثارْ ؟!
وكأنما بُعِثَ التتار!
وأشارت الأطفالُ في أعلى الجدارِ
- من العراقْ
- أَمِنَ العراق..
الجارةِ، الأخت، الودودْ؟!
وتساقط الدمعُ السخينُ على الخدودْ
الله فينا يا عراقْ!!
الله فينا يا عراقْ!!
* *
هجرتْ مراقدَها الطيورُ،
ولم يعدْ في العش حتى القشِّ،
والتمعتْ على الشطآن حبّاتُ الرمالْ
وتبادل الحزن الرجالْ
حزنٌ شريد كالنِّبالْ
حزن ثقيل كالجبالْ
وكما يسيل الدمعُ من عُمْقِ الجفونِ،
جرى السؤال المستكنّْ:
- كيف السبيل إلى الوطن؟!
* *
النازحون توقفوا..
والغائبون تواعدوا..
والمبعدون
غسلوا بماء البحر جبهتهم،
وأقسم جمعهم ألا يهون!
وانداح في الآفاق صوت
لا شيء غير الموت من أجل الوطن
لا شيء غير الموت ..
من أجل الكويت!
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
* *
 |
