عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الهارب صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 26 يوليو 2019 13:55

 

الهارب

جاء يدق البابْ

كأنه عاصفة من الترابْ

وحينما فتحتُ ،

كان فى ثياب السجن ، صحْتُ

- هل هربْتَ ؟!

لم يردَّ ، وارتمى على يدىّ

رأيت ظهره مضرجا بالدمّْ

سمعتُهُ يهمسُ :

- إنها الكلابْ

* *

أىّ مساء يحمل الشر أتى به إلىّ ؟!

وما الذى ذكَّره بمنزلى فى وسط المدينةْ ؟!

أدرتُ ألف هاجس ،

وعدت بالضماده

أسألهُ :

- هل أحد رآكْ ؟

أجاب فى ارتيابْ

- لعله البوّابْ !

* *

ناولته الشاىَ ، وقُلت :

- إنهم سيعرفونْ !

عاتبنى بنظرة طويلة منكسره

كان يريد أن ينامْ

تركته للفجرْ ..

تركته للعصر ..

تركته لليلةِ الأخرى ممدّا على السريرْ

ومقعدى الهّزاز لا يقرّ ..

من ضراوة التفكيرْ !

* *

حين صحا ، أخبرنى بأنه جوعانْ

أحضرت كل ما لدى من ألوانْ

أنقضّ مثل حوتْ

وقال : إنه يحسّ باستعادة النشاطْ

ولا يريد أن يموتْ !

..

سألتُ :

- ما الذى تنويهْ ؟

التمعت عيناه .. فجأةً ، وقال لى :

- أمارس التمويهْ !

..

كنُت أسيرُ فى الطريق ،

مثلما الجرْذِ الذى يخشى الخطى ،

ويختبى ..

من وَهَجَ العيون ، وانقضاضة الأصحابْ

وفوق مكتبى ، أطالع الجرائد المروَّعةْ

صورتُه تملأها ..

أخبارُه تلهبها ..

أجهزةُ البوليس لا تنام عنهُ ..

كاد بعضها يُحدِّدُهْ !!

* *

يقول لى المدير ،

عندما يلاحظ اضطرابى

أراك مرهقا ؟

أقولُ :

- إننى مريضْ !

* *

أدخلُ بيتى ،

حاملاً كتابه الذى تخيَّرهْ .

وخنجرهْ

وقبل أن أعطيهما له ،

وأستعد كى أصرخَ فيه :

"إننى سئمتُ من وجودك الثقيلْ .."

يخبرنى بأنه قد قرر الرحيلْ

* *

أىّ هواء طازج ،

هذا الذى ينداح فى المكانْ ؟!

وأىّ راحةٍ أحسها بأضلعى ،

التى تشوقت للحظةٍ من الأمانْ ؟!

للمرة الأولى ..

شعرت أننى أريد أن أنامْ

أحبّ أن أنامْ

أسلمت للكرى جفونىَ المسهّدةّ

وغُصْتُ فى بحيرةٍ من الغمامْ ..

* *

مع الصباح ..

كان لون النصر فى واجهة الجرائدْ

وفرحةُ المذياع تملأ الدروب والمقاهى ..

سألتُ :

- ما الذى يدورُ ؟

قيل لى :

تمكّنَ الجنودُ من جَنْدَلةِ الهاربْ

واستخرج البوليسُ من جيوب سترتِهْ

كتابه وخنجرهْ !!

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy