عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
شارع نوال صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 26 يوليو 2019 13:48

 

شارع نوال

خرجتْ من منزلها في عجل،

تبحث عن تاكسي..

لم تتوقف إلا (سيارة مرسيدسْ)

دخلتْ في جرأة من يعرف صاحبَها،

وبدون مبالاةْ

لاحظتْ الأعينَ في الشارع تأكلها،

والنسوة من خلف زجاج الشرفاتْ

تُمطرها أقسى النظرات!

**

كانت فارعة الطول، يزيّنها شعر منسدل فاحم

وذراعان مضيئان.. كأنهما الفضّهْ

وتسير خطاها في إيقاع غزال شاردْ

وإذا تدعو البواب من الدور الخامسْ

تتهادى موسيقى دافئة الصوتِ ،

تميزها كل الآذانْ!

* *

كانت في أنضج سنوات العمر،

تعيش بمفردها

وكثيرًا ما كانت تحيي في شقتها الحفلاتْ،

وتستقبل بعض الشخصياتْ!

* *

قال الكوّاء

- فاتنة تحسدها كل الحسناواتْ!

وقال الحلْاق:

- لكن المرأة حين تعيش بلا رجل،

تغدو هدفًا للقيل وللقال..

ولم يتكلم (ميكانيكي) السياراتْ !

* *

كانت ترجع في منتصف الليل،

وقد هدأ الشارع..

إلا من دقات الكعب العالي..

ويقول الشرطيّ الريفي لصاحبه :

- ماذا يجعل هذي السيدة الحلوة ،

تمشي في هذا الوقت المتأخّرْ

لا تخشى عبث الأشرارْ؟!

* *

في شرفتها كانت تجلس في استرخاء امرأة

فوق الشاطئْ

مغمضة العينين، تحاول أن تتذكر شيئًا..

في يدها كوب البيرة،

(والتسجيل) يهدهد بعض الألحانْ!!

**

. .

ما كانت تحفل بالجيرانْ

فالزوجات يحاسبن الأزواج على النظرهْ !

ولذلك كانت شرفتُها مملكةَ حرهْ

تتمددّ فيها، تغفو، وتدخّنُ..

وتنادي الباعةَ أحيانًا ،

تتشاجر معهم ،

ثم تعودُ لتقرأ بعض الصفحاتْ

* *

النيل يسيل وراء الشارعِ،

في دفعات هادئة،

وعلى جنبيْه انغرستْ أشجارُ السَّنْطِ،

وفيها اندفعت آلافُ الأطيار،

تغرد لحنا ممتدًا، لا يتوقف أبدًا...

وعلى السور النصفيّ فتى وفتاةْ

يقتسمان حديثًا مهموسًا،

لا يقطعه سَيْلُ السيارات!

* *

ويقررُ شخصٌ أن يجتاز الشارع فجأهْ

تقع المأساةْ

وتجيء الشرطةُ،

تدوي أجراس الإسعافْ

يجتمع الناس،

وما أسرع أيضًا.. أن يفترق الناسْ !

* *

أضواء الشارع خافتة،

وكثيرًا ما يتغير فيه السكانْ!

في العام الماضي..

كانت عائلةٌ،

واليوم الطلابُ الأغرابُ

وفي غد الدبلوماسيّونْ..

تاريخٌ لا تسمعه إلا من كُشْك،

في ناصية الشارعْ

حين تعرّج تشرب كوكاكولا..

أو تبتاع سجائرْ

* *

حينئذٍ،

يسترسل شيخ، محنيّ الظهر،

وفي عينيه تجاربُ لا تحصى.. وحكاياتْ

يُخبرك بأن الدنيا لا يملكها من يملكها..

وبأن شباب القلب هو الأبقى..

وبأن نساء العالم قاطبة

لا تعدلها.. إحدى الحوريّاتْ!

* *

تتعجبُ كيف يعيش المسكين هنا ؟

وتحاول أن تسأله،

لكن سؤالك يتلاشى،

حين تراهُ .. يحمل صندوق البيرة في عجل ،

ويرد على صوتِ منغوم ،

ينساب من الدور الخامسْ !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy