عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
حي الحسين صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 26 يوليو 2019 13:45

 

حي الحسين

قبل أن يتسع الميدان ،

كانت هذه الحارة تمتد إلى (خان الخليلى)

وأنا أعبرها كل صباح ،

مثقلَ الظهر بمخلاة الدفاترْ

وعلى جفنى نعاس متبق ..

يتلاشى كلما طافت على العين المناظرْ

(قدرة الفول) على جنب الطريقْ

وعلى الآخر (صاجات الفطيرْ)

وهنا عند الزّقاقْ ..

(حمُص الشام) ، وقبل المنحنى ..

تبدو (سلاطين الزبادى)

كان قرشى يشترى من كل هذا ما أريدْ

وأنا طفل سعيدْ !

* *

فى فناء المدرسهْ

يطلب الناظر أن ندعو لشوكار – الأميرهْ

فلقد أعطتْ كثيراً ، ولكم طابتْ شمائلْ !

وغدا تأتى لتكريم الأوائلْ

..

هل علمتم يا صغارى ..

إنها أوصت لكل الناجحينْ

بكساء ، وحذاء .. وهدايا

..

كنتُ أدعو من فؤادى للأميرهْ

وأنا طفل صغيرْ!

..

ينتهى اليومُ الدراسىِ ..

فأعودْ

من طريق متعرجْ

حيث يُقعى فى الزوايا منه صُنّاعُ المسابحْ

وعقود الكهرمانْ

ويفوح الجوّ بالعطر ،

وأصناف البخور الأسيويهْ

وعلى الأرفف عيدان السوْاك العربيهْ

وإذا ما دخل الشارعَ سائحْ

جذبته ألف كف،

تتقن البيعَ بكلّ الألسنهْ

ثم تمتدّ إلى (الشيشة) حتى تتوهجْ ..

وتغنّى من جديد (للتساهيل)،

وتشدو بالمدائحْ !

* *

كان هذا الشارعُ الضييقُ سوقاً للأعاجيبِ،

ترى فيه البراقعْ

وقباقيبَ الوضوءِ الخشبيهْ

وبه تسمع دقات دفوفٍ ،

وزغاريدَ طهورٍ ،

وابتهالاتِ مراضعْ !

* *

وعلى (الدكّة) يستلقى مجاذيب الحُسيَنْ

كحّلوا أعينهمْ ،

حَنّوا لحاهمْ ،

عَلقوا شتى النياشين ،

وراحوا يضربون الناس – فى وَجْد-

بأطرافِ المقارعْ !

* *

كنت فى إيقاع هذا العالم الساحرِ

أنسى كل شىّ

عودتى ، وقت غدائى ،

صرخةَ الوالد فى وجهى ،

وإعداد الدروسْ !

وأمام البائع القادم من عهد المماليك البهىّ

كنت أطفى لفحةَ الشمس ..

بكوب العرقسوسْ !

* *

قبل أن يتّسع الميدانُ،

كانت هذه الحارةُ تمتدّ إلى (خان الخليلى)

وهى الآن .. طريق متسعْ

يعبر السائرُ فيه ،

دون أن يعرف ما كانَ ، وكانْ

وأنا وحدى الذى أحمل تاريخ المكانْ !

* *

عندما حدّقت فى بعض المحلات الجديدهْ

انبرى بائع فيديو قائلاً

- ماذا تريد؟

قلت :

- أبغى عَبَقَ الأمسِ ، ونَبْشَ الذكرياتْ

قال :

- لم تأت إلى الآن ..

فهل أختارُ لَكْ ؟!

قلتُ :

- أين العودُ والعنبرُ ؟

أين المسكُ ؟

أصناف المباخرْ ؟

وعقودُ الكهرمانْ؟

قطّب الوجه ، ولم ينظر إلىّْ

وكأنى قادم للتو من عهد المماليك الغبىّْ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy