|
سألني وسألته
(الحلقة الرابعة)
للدكتور حامد طاهر
ــــــــــــــــ
سألته :
ـــ ماذا فعلت الأسرة
بعد وفاة الوالد ؟
ـــ ظلت متماسكة ،
بل إنها ازدادت تماسكًا بفضل حرص الأم
على وحدة الأبناء ، ولملمة الأوضاع ..
ـــ وما الذي حدث عقب وفاة الأم ؟
ـــ أوه .. بدأ التفكك ،
وظهرت الروح الفردية ،
وراحت كل زوجة ابن تطالب باستقلاليتها ..
وفي جلسة هامة
اتفق الجميع على بيع شقة الأسرة ،
وحصول كل منهم على نصيبة ..
ـــــــــــــــــــــــــ
سألني :
ـــ هل تتابع برامج حياة الحيوانات ؟
ـــ أجل .. وبكل شغف
ـــ لكن بماذا تستفيد منها غير المتعة ؟
ـــ الكثير من الحقائق التي تنعكس على حياة البشر
ـــ مثل ماذا ؟
ـــ كل وحش له فرائس ، وأعداء ..
فالأسد يصطاد الثيران ويأكلها
ثم تأتى الضباع لتنهشها من بين أنيابه !
والتمساح يطبق فكيه على الغزلان في النهر
ثم يأتي النمر فيخرجه من الماء ، ويلتهمه !
وهكذا يتحقق قدر من العدالة في الغابة
التي نظنها بدون نظام !
ــــــــــــــــــ
سألني :
ـــ يشاع دائمًا أن كثرة الأبناء
هي سبب شقاء الأبوين
فهل هذا صحيح؟
ـــ كلا .. فأنا أعرف عائلات
لم تنجب سوى بنت واحدة
ومع ذلك ،
ذاقت الأمرّيْن في تجهيزها للزواج
ـــ كيف
ـــ ظلت تجمع
مستلزمات البنت : البوتاجاز ، والثلاجة ،
والشاشة ، وأدوات المطبخ ، والمفروشات ، والملابس..
وهذا ما جعل (الفرح) يتأخر
ما يقرب من أربع سنوات !
ـــــــــــــــ
سألته :
ـــ لماذا ارتفعت كثيرًا أجور الأطباء ؟
ـــ المسألة خاضعة للعرض والطلب
ــــ يعني .. ؟
ـــ كلما زاد الإقبال على طبيب معين
ووجد مرضاه يتكاثرون
رفع من أجره
ـــ لكنني ألاحظ أن المرضى مستاءون
لكنهم لا يجرؤون على الشكوى ؟!
ـــ وهل يمكن للمريض أن يشكو
وهو ممسك بخيط رفيع
من الأمل في الشفاء !
ــــــــــــــــ
سألني :
ـــ ماذا أفعل مع الجار
الذي لا يحترم مشاعر جيرانه ؟
ـــ تطلب منه بهدوء
ـــ فإذا لم يستجب ؟
ـــ تجعل زوجتك تتحدث مع زوجته
ـــ فعلت ذلك، ولم تحدث أي نتيجة !
ـــ تقول لأبنائك يخاطبون أبناءه ؟
ـــ وهذا أيضًا تم بدون أثر
ـــ تعمل له (محضر إزعاج) في الشرطة..
ـــ وهل تظن أن هذا يردعه
ـــ كلا ..
ـــــــــــــــــــ
سألته
ـــ هل تلاحظ (منادي السيارات) تحت منزلنا ؟
ـــ أجل، بل وأتابع سلوكه منذ بدأ
ـــ ما رأيك به ؟
ـــ كلما حصل من أصحاب السيارات على إكراميات
ازداد طمعه ، وطالب بالمزيد
ـــ لقد أصبح لا يرضى بأقل من خمسة جنيهات ؟!
ـــ وسوف يطالب بأكثر من ذلك !
ـــ أليس له رادع ؟
ـــ أجل .. في إنشاء جراجات تحت الأرض ،
وتحويل أي خرابة غير مبنية .. إلى جراج
والأفضل من هذا وذاك
أن تتخلى عن السيارة ،
وتسير على قدميك ناظرًا إليه باشمئزاز !
ــــــــــــــــــــــ
سألنى :
ـــ هل تحب البطيخ ؟
ـــ أعشقه ، ولا أستغنى عنه طوال فصل الصيف
ـــ ومتى اشتريت آخر بطيخة ؟
ـــ بالأمس فقط ، وبأربعين جنيها
ـــ كيف وجدتها ؟
ـــ للأسف (طلعتْ قرعه) !
ـــ وماذا فعلت بها ؟
ـــ وضعتها فى كيس أسود ، وألقيتها مع القمامة
ـــ وهكذا راحت عليك الأربعون جنيها !
ـــ وماذا أفعل للحظ ، الذى يصيب ويخطئ ؟!
ـــ لكن ألم يجعلك هذا تحس بالغيظ ؟
ـــ أحسست به لفترة ،
ثم ذهبت للبائع ورجوته أن ينتقى لى واحدة أفضل
ـــ وهل فعل ؟
ـــ وعدنى خيرا
وعموما ماذا أفعل أنا مع الإدمان ؟!
ــــــــــــــــــ
سألته :
ـــ هل يمكن أن أن تقول لى رأيك فى حقوق الإنسان ؟
ـــ هل تريده للدعاية أم بصراحة ؟
ـــ أريد الصراحة
ـــ هى (سبوبة) نشأت ، وتطورت ،
بل وتضخمت فى الأمم المتحدة
وأصبح لها موظفون يتقاضون أعلى المرتبات
ومتطوعون يتلقون العديد من المساعدات
وحين يجتمعون يشجبون ويدينون البلاد الصغيرة
ولا يجرؤون على الاقتراب من الدول الكبرى !
ـــ يعنى هذا أنك لا ترى لها إيجابيات ؟
ـــ يمكن أن تكون لها إيجابيات
إذا ما ذهب أعضاؤها بأنفسهم
إلى أماكن المظلومين والمهمشين
فى كل أنحاء العالم ،
وحالوا دون ما يقع عليهم بالفعل ..
ـــــــــــــــــــــــــ
 |
