الثقافة المصرية - استراتيجية متكاملة
ـــــــــــــــــــ

بدون مقدمات ولا دوران ، أقول إن من ألزم الأمور للثقافة المصرية ، التى نريد أن نبنى بها الشباب المعاصر ، ضرورة احتوائها على مجموعة من الجوانب التى تتعدد وتتنوع على النحو التالى : 
الجانب الجغرافى
الجانب التاريخى والحضارى
الجانب الدينى
الجانب البيئى
الجانب الاجتماعى
الجانب العالمى
**
ـــ فى الجانب الجغرافى ، لا بد أن تتوافر للنشئ والشباب عموما عدة عناصر أساسية تبين لهم : مساحة مصر ، وحدودها ، وجيرانها ، بالإضافة طبعا إلى محافظاتها ، وعواصمها ، وبماذا تتميز كل منها ، وإمكانيات الاستثمار بها ، وطرق المواصلات إليها .
**
ـــ وفى الجانب التاريخى والحضارى، ينبغى أن تضم الثقافة المصرية تعريفا مفصلا بالمراحل الثلاث التى مرت على المصريين : الحضارة الفرعونية والعهد المسيحى والحضارة الإسلامية ، وكيف كوّنت شخصيتها الحالية ، مع التركيز على أهم الشخصيات ، والمعالم المنتشرة فى ربوع البلاد .
**
ـــ وفى الجانب الدينى ، لا بد من الحفاظ بكل الوسائل على ما تميز به الشعب المصرى منذ مئات السنين من (التعايش الفريد) بين المسيحيين والمسلمين،مع ضرورة إلمام كل منهما بحقيقة تعاليم دينها ، والتحلى بقيمه السامية ، دون الانجراف إلى ما ظهر فيه أحيانا من نزعات الغلو والتطرف .
**
ـــ وفى الجانب البيئى ، الذى ظل مهملا لمئات السنين ، لا بد من تحفيز الوعى بقيمة الصحراء (التى تغطى أكثر من 90% من مساحة مصر) وما بها من إمكانات هائلة من حيث الموارد والاستثمار ، مع ضرورة الحفاظ على جماليات الريف المصرى الوديع ، وتطوير مساكنه رأسيا ، بدلا من التوسع الأفقى الذى أصبح يلتهم الرقعة الزراعية . ويظل الاهتمام بنهر النيل أولوية قصوى .
**
ـــ وفى الجانب الاجتماعى الذى يشمل الحياة اليومية للمصريين ، ينبغى الإلمام بالتقايد المتوارثة ـ والعادات الراسخة والوافدة ، وكل ما يتعلق بالزواج والطلاق والميراث ، والاحتفال بالأعياد والمواسم ، مع عدم إهمال الفنون الشعبية . وأود أن أشير هنا إلى ما نملكه من كنز (الأمثال الشعبية) التى حافظت على الفلسفة الحقيقية للشعب المصرى عبر العصور .
**
ـــ وفى الجانب العالمى ، لا ينبغى أن تخلو الثقافة المصرية المعاصرة من التعرف على أحوال دول العالم السياسية والاقتصادية ،وبصفة خاصة على ما يظهر فيها لحظيا من تقدم علمى وإليكترونى مدهش ، وكنت أتمنى هنا ضرورة معرفة كل فتاة وشاب مصرى بلغة أجنبية حتى يتابع بها (بنفسه) كل ما يحدث فى تلك الدول ، لأن ما يقع فيها اليوم يمكن جدا أن يصل إلينا غدا .
ـــــــــــــــــ
يبقى سؤال هام :
كيف يمكن وضع عناصر هذه الاسترتيجية الثقافية موضع التنفيذ ؟
والإجابة فى غاية البساطة : 
فالكتاب هو المصدر الأساسى لتقديم المعرفة الثقافية التى تتميز بالإقناع والثبات .
والصحيفة والمجلة يمكنهما الإسهام بتبسيط هذه المعرفة فى شكل مقالات وصور. 
ووسائل الإعلام والترفيه المرئية (المسرح والسينما والتلفزيون)كفيلة بتقديم هذه الثقافة بصورة حيّة وجذابة لأوسع جمهور .
والإنترنت من أهم الوسائل التى تستحوذ على عقول وقلوب النشئ والشباب .
ثم تبقى دائما طريقة الحكْى التى يلقنها الكبار للأطفال ، ويظل مضمونها وإيقاعها معهم طوال مراحل العمر .
**
أما الأهم بعد ذلك كله فيتمثل فى ضرورة أن (تتضافر، ولا تتنافر) كل هذه الوسائل مع بعضها ، فلا يقرأ الشاب شيئا فى الكتاب يتعارض أو يتناقض مع الحوار التلفزيونى أو الفيلم السينمائى ، كذلك ينبغى أن يكون القائمون على تنفيذ هذه الاستراتيجية مؤهلين تماما للقيام بدورهم الذى لا أعتبره مجرد وظيفة ، وإنما هو رسالة مجتمعية بالغة الأهمية فى بناء جيل جديد يستطيع أن يقدم لوطنه ما نرجوه له من تقدم وازدهار .
ــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)

الإسم

التعليق

تصغير | تكبير

أضف تعليق