عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
أفلام الفن والتجارة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
السبت, 28 مارس 2020 16:38

أفلام الفن والتجارة


كلما عرض التليفزيون فيلماً قديماً بالأبيض والأسود ، تابعته حتى ولو كنت قد رأيته أكثر من مرة . لماذا ؟ لأنه مصنوع بإتقان فى مختلف جوانبه ، بدءاً من القصة والسيناريو والحوار ، مروراً بالديكور والملابس والماكياج ، وانتهاء باختيار الممثلين وصدق الأداء . يضاف إلى ذلك بعض الأفلام الحديثة المستمدة من روايات كتبها كبار أدبائنا من أمثال نجيب محفوظ ويوسف السباعى وإحسان عبدالقدوس .ولا أنسى الفيلم الذى عرض لهذا الأخير قريباً بعنوان ( فى بيتنا رجل ) والذى يستحق بالفعل جائزة نوبل ، لولا أنه فيلم عربى ! والسؤال الآن: ما الذى يجعل مثل هذه الأفلام حية حتى اليوم ، على الرغم من أنها تعالج مشكلات وتصور مواقف لم تعد موجودة فى عصرنا ؟ الواقع أن هذه الأفلام قامت على أسس فنية خالصة ، وأن كل من شاركوا فيها كان كل منهم يدرك جيداً وظيفته ، ويحسن القيام بها . ويكفى أن ألفت النظر إلى بعض الأمثلة : مستوى الإضاءة فى أفلام زمان يعدّ أفضل بكثير من أفلام اليوم الملونة . فالوجوه محددة ، وملامح الممثلين واضحة بكل تفاصيلها ، والخلفية ناطقة بالإيحاء الذى يراد تقديمه للمشاهد . وحاولوا أن تتوقفوا قليلاً أمام الورود فى فساتين البطلات تجدونها رغم أنها بالأبيض والأسود تكاد تنطق بدون ألوان . وعلى العكس من ذلك تماماً الأفلام الجديدة : الألوان باهتة ، فالأصفر مشوب بحمرة ، والأزرق مختلط بالأصفر . أما الصوت فمأساة : أذكر أننى ذهبت للسينما لمشاهدة فيلم ضخمته الدعاية كثيراً ، وهناك لم أستطع أن أتبين تفاصيل الحوار بين الممثلين ، لدرجة أننى غادرت العرض قبل انتهائه ، مصاباً بالصداع من علو الصوت وعدم وضوحه فى نفس الوقت . لا أريد أن استمر فى جلد الذات ، فالأفلام التى تصور حالياً ستكون جزءاً من ثقافة عصرنا ، وسوف تحسب علينا ، شئنا أم أبينا . ومن هنا فإن من حقنا أن نواجه أصحابها بالحقيقة ، لكى يصلحوا من حال السينما المصرية ، سواء فى التقنيات ، أو اختيار الموضوعات التى تعبر عن نبض المجتمع والعصر . ومع الأسف، أن السينما وقعت فى أيدى مجموعة من المتاجرين بها ، الذين لا هدف لهم إلا تكديس الملايين من ورائها ، لذلك فإنهم يدوسون على كل القيم الأصيلة ، والإجراءات المتعارف عليها ، ولا يهتمون إلا بما يحقق نجاح مشروعهم السريع فى الكسب المتضخم . وقد جاراهم فى ذلك عدد من شباب الممثلين ، الذين وجدوا الفرصة سانحة أمامهم فى الظهور ، ولكن أى ظهور ؟ إنه مرتبط بفترة محدودة فى إطار مشروع محدد ، ثم يذهب كل فى طريق . . كما تقول أم كلثوم فى أطلال ناجى . لقد أصبح هؤلاء الممثلون مليونيرات فى عدة سنوات ، وأحياناً فى عدة شهور ، فحققوا لأنفسهم ما كانوا يحلمون به من المجد المالى ، وأتمنى أن يستثمروه فى مشاريع اقتصادية تعود بالخير عليهم وعلى المجتمع ، لكن الفن السينمائى سيظل بحاجة إلى مجموعة من المخلصين ممن يعطونه من أرواحهم لكى يصبحوا جزءاً من وعى الجمهور : يرتبطون به فيحتفظ بهم ، ويصورونه بصدق فلا يتخلى عنهم إلى الأبد . وأخيراً ما أوسع الفارق بين الفيلم الفنى والفيلم التجارى ! !

 

 

أفلام الفن والتجارة


كلما عرض التليفزيون فيلماً قديماً بالأبيض والأسود ، تابعته حتى ولو كنت قد رأيته أكثر من مرة . لماذا ؟ لأنه مصنوع بإتقان فى مختلف جوانبه ، بدءاً من القصة والسيناريو والحوار ، مروراً بالديكور والملابس والماكياج ، وانتهاء باختيار الممثلين وصدق الأداء . يضاف إلى ذلك بعض الأفلام الحديثة المستمدة من روايات كتبها كبار أدبائنا من أمثال نجيب محفوظ ويوسف السباعى وإحسان عبدالقدوس .ولا أنسى الفيلم الذى عرض لهذا الأخير قريباً بعنوان ( فى بيتنا رجل ) والذى يستحق بالفعل جائزة نوبل ، لولا أنه فيلم عربى ! والسؤال الآن: ما الذى يجعل مثل هذه الأفلام حية حتى اليوم ، على الرغم من أنها تعالج مشكلات وتصور مواقف لم تعد موجودة فى عصرنا ؟ الواقع أن هذه الأفلام قامت على أسس فنية خالصة ، وأن كل من شاركوا فيها كان كل منهم يدرك جيداً وظيفته ، ويحسن القيام بها . ويكفى أن ألفت النظر إلى بعض الأمثلة : مستوى الإضاءة فى أفلام زمان يعدّ أفضل بكثير من أفلام اليوم الملونة . فالوجوه محددة ، وملامح الممثلين واضحة بكل تفاصيلها ، والخلفية ناطقة بالإيحاء الذى يراد تقديمه للمشاهد . وحاولوا أن تتوقفوا قليلاً أمام الورود فى فساتين البطلات تجدونها رغم أنها بالأبيض والأسود تكاد تنطق بدون ألوان . وعلى العكس من ذلك تماماً الأفلام الجديدة : الألوان باهتة ، فالأصفر مشوب بحمرة ، والأزرق مختلط بالأصفر . أما الصوت فمأساة : أذكر أننى ذهبت للسينما لمشاهدة فيلم ضخمته الدعاية كثيراً ، وهناك لم أستطع أن أتبين تفاصيل الحوار بين الممثلين ، لدرجة أننى غادرت العرض قبل انتهائه ، مصاباً بالصداع من علو الصوت وعدم وضوحه فى نفس الوقت . لا أريد أن استمر فى جلد الذات ، فالأفلام التى تصور حالياً ستكون جزءاً من ثقافة عصرنا ، وسوف تحسب علينا ، شئنا أم أبينا . ومن هنا فإن من حقنا أن نواجه أصحابها بالحقيقة ، لكى يصلحوا من حال السينما المصرية ، سواء فى التقنيات ، أو اختيار الموضوعات التى تعبر عن نبض المجتمع والعصر . ومع الأسف، أن السينما وقعت فى أيدى مجموعة من المتاجرين بها ، الذين لا هدف لهم إلا تكديس الملايين من ورائها ، لذلك فإنهم يدوسون على كل القيم الأصيلة ، والإجراءات المتعارف عليها ، ولا يهتمون إلا بما يحقق نجاح مشروعهم السريع فى الكسب المتضخم . وقد جاراهم فى ذلك عدد من شباب الممثلين ، الذين وجدوا الفرصة سانحة أمامهم فى الظهور ، ولكن أى ظهور ؟ إنه مرتبط بفترة محدودة فى إطار مشروع محدد ، ثم يذهب كل فى طريق . . كما تقول أم كلثوم فى أطلال ناجى . لقد أصبح هؤلاء الممثلون مليونيرات فى عدة سنوات ، وأحياناً فى عدة شهور ، فحققوا لأنفسهم ما كانوا يحلمون به من المجد المالى ، وأتمنى أن يستثمروه فى مشاريع اقتصادية تعود بالخير عليهم وعلى المجتمع ، لكن الفن السينمائى سيظل بحاجة إلى مجموعة من المخلصين ممن يعطونه من أرواحهم لكى يصبحوا جزءاً من وعى الجمهور : يرتبطون به فيحتفظ بهم ، ويصورونه بصدق فلا يتخلى عنهم إلى الأبد . وأخيراً ما أوسع الفارق بين الفيلم الفنى والفيلم التجارى ! !

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy