كتبها Administrator
|
الجمعة, 28 فبراير 2020 16:57 |
بدلاً من ديلسبس
على الناصية التى يلتقى فيها البحر الأبيض مع مدخل قناة السويس ، أسقطت المقاومة الشعبية الباسلة ببورسعيد تمثال ديلسبس سنة 1956 ، بعد أن تصدت لقوى العدوان الثلاثى الغاشم على مصر ، والذى اشتركت فيه كل من إنجلترا وفرنسا وإسرائيل . وكان هذا العمل الشعبى تجسيداً لرغبة المصريين جميعاً من منطلق وطنى خالص . فلا يعقل أن نرفع تمثالاً لديلسبس الفرنسى ، بينما تهاجمنا دولته بهذا الشكل الصارخ . وإذا كنا قد أقمنا له تمثالاً ، اعترافاً منا كدولة وشعب متحضر بأنه صاحب فكرة وصل البحرين الأبيض والأحمر بقناة السويس ، فإن الاعتبارات الوطنية لا تتناقض أبداً مع السلوك الحضارى ، بل إنها تؤازره وتمتزج به .
والواقع أن قاعدة التمثال ما زالت حتى اليوم تعبر عن صلابة الشعب المصرى فى مواجهة أى عدوان خارجى ، لكنها ينبغى أن تكون قاعدة فى نفس الوقت لأى تمثال يعبر عن هذا المعنى فى ذلك الموقع الفريد على طرف القناة . وأضع أمام الفنانين التشكيليين عدة اقتراحات:
أولاً : نحت تمثال جماعى للفلاحين الذين حفروا قناة السويس بفؤوسهم الصدئة ، وسواعدهم العارية ، وبطونهم الخاوية ، وطواقيهم الصوفية ، وأرجلهم الحافية !
ثانياً : إقامة نصب تذكارى لشهداء العدوان الثلاثى يعبر ببساطة عن تلك الملحمة الرائعة التى اشترك فيها الشعب مع الجيش مع الشرطة ، وقامت فيها قوات الدفاع الشعبى بدور هام ومؤثر .
ثالثاً : ابتكار مجسم يعبر عن نهضة مصر الحديثة ، وتطلعها إلى السلام والاستقرار والازدهار .
رابعاً : اختراع مجسم يعبر عن ترحيب مصر بالقادمين إليها زائرين أو سائحين ، أو عابرين باحترام فى قناة السويس .
أما تمثال ديلسبس فينبغى الإبقاء عليه ، مع ضرورة وضعه فى منزله المطل على بحيرة التمساح بالإسماعيلية ليكون مزاراً سياحياً لمن يرغب زيارته من المصريين والسائحين الأجانب ، وكفانا مشاحنات بين بورسعيد والإسماعيلية حول أحقية كل منهما بالتمثال ، بل إننا بهذا الحل سوف نرضى الاثنين معاً : فالإسماعيلية تأخذ التمثال عندها وتقيم من بيت ديلسبس مزاراً سياحياً يفيدها ، وبورسعيد تقيم على قاعدة التمثال الفارغ منذ 45 عاماً عملاً فنياً متميزاً ، يصبح هو الآخر مزاراً سياحياً مفيداً لها . وهذا هو التفكير للمستقبل . . بدلاً من العناد الذى طال أمده ، ولم يأت بأى نتيجة لكل الأطراف .
بدلاً من ديلسبس
على الناصية التى يلتقى فيها البحر الأبيض مع مدخل قناة السويس ، أسقطت المقاومة الشعبية الباسلة ببورسعيد تمثال ديلسبس سنة 1956 ، بعد أن تصدت لقوى العدوان الثلاثى الغاشم على مصر ، والذى اشتركت فيه كل من إنجلترا وفرنسا وإسرائيل . وكان هذا العمل الشعبى تجسيداً لرغبة المصريين جميعاً من منطلق وطنى خالص . فلا يعقل أن نرفع تمثالاً لديلسبس الفرنسى ، بينما تهاجمنا دولته بهذا الشكل الصارخ . وإذا كنا قد أقمنا له تمثالاً ، اعترافاً منا كدولة وشعب متحضر بأنه صاحب فكرة وصل البحرين الأبيض والأحمر بقناة السويس ، فإن الاعتبارات الوطنية لا تتناقض أبداً مع السلوك الحضارى ، بل إنها تؤازره وتمتزج به .
والواقع أن قاعدة التمثال ما زالت حتى اليوم تعبر عن صلابة الشعب المصرى فى مواجهة أى عدوان خارجى ، لكنها ينبغى أن تكون قاعدة فى نفس الوقت لأى تمثال يعبر عن هذا المعنى فى ذلك الموقع الفريد على طرف القناة . وأضع أمام الفنانين التشكيليين عدة اقتراحات:
أولاً : نحت تمثال جماعى للفلاحين الذين حفروا قناة السويس بفؤوسهم الصدئة ، وسواعدهم العارية ، وبطونهم الخاوية ، وطواقيهم الصوفية ، وأرجلهم الحافية !
ثانياً : إقامة نصب تذكارى لشهداء العدوان الثلاثى يعبر ببساطة عن تلك الملحمة الرائعة التى اشترك فيها الشعب مع الجيش مع الشرطة ، وقامت فيها قوات الدفاع الشعبى بدور هام ومؤثر .
ثالثاً : ابتكار مجسم يعبر عن نهضة مصر الحديثة ، وتطلعها إلى السلام والاستقرار والازدهار .
رابعاً : اختراع مجسم يعبر عن ترحيب مصر بالقادمين إليها زائرين أو سائحين ، أو عابرين باحترام فى قناة السويس .
أما تمثال ديلسبس فينبغى الإبقاء عليه ، مع ضرورة وضعه فى منزله المطل على بحيرة التمساح بالإسماعيلية ليكون مزاراً سياحياً لمن يرغب زيارته من المصريين والسائحين الأجانب ، وكفانا مشاحنات بين بورسعيد والإسماعيلية حول أحقية كل منهما بالتمثال ، بل إننا بهذا الحل سوف نرضى الاثنين معاً : فالإسماعيلية تأخذ التمثال عندها وتقيم من بيت ديلسبس مزاراً سياحياً يفيدها ، وبورسعيد تقيم على قاعدة التمثال الفارغ منذ 45 عاماً عملاً فنياً متميزاً ، يصبح هو الآخر مزاراً سياحياً مفيداً لها . وهذا هو التفكير للمستقبل . . بدلاً من العناد الذى طال أمده ، ولم يأت بأى نتيجة لكل الأطراف .
|