كتبها Administrator
|
الجمعة, 04 أكتوبر 2019 14:19 |
الحياة والموت معظمنا يشكو من حياته لكنه لا يقبل أبدا أن يتخلى عنها وبالتالى ينبغى أن نسأل : - هل الحياة نعمة ؟ · أجل ، بكل تأكيد وإذا كانت تبدأ بصراخ الطفل عند يخرج من رحم أمه ، فإننا لا نعرف حتى الآن : هل هو بكاء حزن أم بكاء فرح ؟! ثم تأتى مرحلة الطفولة فتغمر صاحبها بالسعادة الكاملة التى يعيش فيها اللحظة الحاضرة دون ندم على مصائب الأمس أو انشغال بهموم الغد ! وعندما يدخل مرحلة المراهقة يسعد بالصداقات التى تلتف من حوله كما ينبض قلبه بالحب الأول الذى هو أصفى أنواع الحب ! أما مرحلة الشباب فهى مرحلة القوة والعزيمة والإصرار إنها حلبة منافسة يسعد فيها الإنسان بالمحاولة .. وكلما تعثر نهض من جديد وواصل المسير حتى يبلغ هدفه ، ويحقق أماله .. هنا قد ينجح بعض الذين يصادفهم الحظ ، بينما تفشل الأغلبية ، التى تعتمد على الجهد وحده .. وحينئذ يبدأ الإنسان فى مراجعة ما مضى ، وتأمل ما هو واقع ، والنظر بأسف إلى المستقبل .. وهنا أيضا .. تبدو حقيقة الحياة ، وأنها ليست كلها سعادة بل إن آلامها أكثر .. البعض يشعر بمرارة الفشل ، فيفتعل الرضا بالمكتوب ! والبعض يدرك أن الفرصة ضاعت فينكفئ صامتًا على أحزانه والبعض لا يقدر على الكتمان ، فيروح يشكو ويفضفض .. وهناك قله لا تحتمل الوضع .. فتنتحر ! وليس الانتحار إلا استعجالاً للموت قبل حلوله تمامًا مثل من يقطف عنقود عنب .. قبل نضجه ! لكن هؤلاء جميعا ينسون أن الحياة إذا كانت أحيانا لا تساوى شيئا فإن شيئا لا يساوى الحياة ! أما العقلاء فيدركون جيدًا أن الحياة عبارة عن مجموعة وظائف مهمتها مقاومة الموت .. - لكن هل يمكن تجنب الموت ؟ · كلا ، بالتأكيد فهو قادم لا محالة ولولا الموت ما كان للحياة معنى ، ولما أصبحت بهذا الطعم الذى يستلذه الجميع ! - لماذا نحرص على الحياة ؟ · لأننا نخاف من الموت ! - ولماذا نرهق أنفسنا فى الحياة ؟ · لأننا نريد أن نهزم الموت ! - ولماذا نبنى ما دمنا سنموت ؟ · لأننا نرغب فى إغاظة الموت ! لكن الأديان تريحنا فهى التى تطمئننا على أن أننا سوف نبعث بعد الموت وأن الحياة الأخرى فيها الجنة التى سوف تحقق لنا كل ما انكسر فى حياتنا من آمال !
|