كتبها Administrator
|
الجمعة, 08 أغسطس 2014 11:42 |
قصيدة ملحمة العرب
[ حكاية الصعود والهبوط .. ] - 1 - كان العربْ متناثرين على الصحارى يعبرون الليل فى ضوء القمرْ ومع احتراق الرمل فى وضَحَ النهارْ كانوا يغذَون الخطى ، يتلمسون مواطن الآبار ، والكلأ الذى ينمو على وقع المطرْ وعليه كانوا يقتلون ويُقتلون .. ما كان يردعهم حذرْ ! ويقصّ شاعرهم مآثر عن صناديد الحروب ، وكيف كان السيف يجتزّ الرقاب ، ولا يطيش السهم حين يئزّ فى صدر العِدا ، أو يستقرّْ ! - 2 - كان العربْ أقوى من الشوك الذى ينمو بأطراف الجبالْ لكنهم جوعى إلى جملٍ ، يقدمه زعيم الحى ، أوضبّ يشمشم فى التلالْ ! ولطالما نثروا المديح على عجوزٍ ، قدمتْ للعابرين الظامئين كوبًا من الماء الزلالْ !! - 3 - كان العربْ يتفاءلون بمولد الفتيان ، فرسان المعارك والرهانْ أما الفتاة فكانت العار المجسّد ، والهوانْ لا تستحق سوى الحُفرْ ! ينثل والدها فيدفنها بكفّيهِ ، ويمسح ظله المهزوم .. من فوق الرمالْ ! - 4 - كان العربْ يتجمعون ليعبدوا حجرًا وأشجارًا ، ويقتسمون أصناف الغنائم ، والقمارْ وعلى فناء الكعبة الغراء كم شربوا الخمور ، وعربدوا فى كل زاوية ، ودارْ .. ماذا وراء الموت ؟ لا أحدٌ يجيبْ فالشمس تطلع كل يومْ والليل يسقط كل يومْ والذاهبون إلى القبور .. نهايةٌ خرساء ليس لها قرارْ !! - 5 - كان العربْ مترنحين على الرمال ، وفجأةً سمعوا نداءً صافيا ، من فوق رابية الصفا : "الله أكبر .. لا إله سواهْ والموت تعقبه حياهْ صدمتهم الكلمات ، لم يتبيّنوا أن السماء تخيّرتْ منهم رسولاً مصطفى .. قد كان يرعى الشاهْ واليوم يرعى أمة غَفْلى ، لترفع راية الإيمان فى كل اتجاه !! - 6 - صار العربْ متحكمين على الممالك ، فاتحينْ وبقدر ما كانوا رعاةً صالحين فالملْك يتبعهم ، وتنفتح المرافئ والحصون لكنهم عادوا جبابرةً يقاتل بعضُهم بعضا ، ولا يتورعونْ أن يسكتوا صوت المآذن ، يضربوا بالمنجنيقْ جدران كعبتهم بلا ورع ، ويرتكبونْ أقسى المجازر فى رقاب المسلمين !! - 7 - صار العرب متفرقينْ متخاذلينْ وانهد حائط ملكهم ، فتساقطوا متهالكين .. يبكون سابق مجدهم ، ويعاتبون الدهر ، حين مشى ليرفع آخرين كانت سواعدهم أشدّ ، وفى إرادتهم يقين !! - 8 - عرف العربْ أن الكفاح هو الكفاح ، وأن وجه البدر .. أوله محاقْ ! واذا أردت صعود رابية ، فأحكم حول ركبتك النطاقْ ! واعمل بكفك ، ليس فى أحلام يقظتك .. انعتاق ! - 9 – عرف العربْ أن الطريق إلى الحياة هو الحياة ، وأن موت العقل فى موت الشعور ولكل جائزة .. سباق ! - 10 - الآن يعترف العرب أن الوصول إلى المعالى لم يعد سهلاً ، وأن الذكرياتْ ليست سوى جثث مواتْ ! لكنهم مترددون يخشوْن من فتح النوافذ فى النهارْ ويفضلون الليل أن تبقى ستائرهُ المليئة بالغبار ! واذا دعا داعٍ بهم : أن أقدموا .. رجعوا ، وداروا فى دوائر لا تقرّ من الدُّوار ! ماذا بهم ؟ كل الشعوب تقدمت ، وهمو على خط السباق محاذرونْ يتحسبون ويُحجمونْ .. خوفًا من الفوز الذى قد يستحيل إلى انهيارْ !!
|
آخر تحديث الثلاثاء, 28 أبريل 2015 22:51 |