البقايـا
المصابيحُ فى الطريق الطويلهْ
والخطى تنقر السماءَ عليلَهْ ورذاذُ الأمطار يَعْلَق بالمعطف ،
والريحُ قبضةٌ مجهولَهْ صفعتْ وجهىَ النحيلَ..
وهزّتَ أفرعَ السنديانة المجدولهْ وتلفتُّ .. ما هناك سوى النيلِ
وذكراكِ
والظلال النحيلَهْ وحكايا من الصبا ..
لا تقولى :
"رحم الله أمسياتِ الطفوله !"
* *
البقايا تمرّدت ملء صدرى
حين ألقيت هيكلى فوق مقْعَدْ عايش القصةَ الكبيرةَ مفتوناً ،
وكنا نؤُمُّه حين نُجْهَدْ الذراعان ضمةٌ من حنان
وحديثٌ عن الهوى متجدّد وتقولين : ما أرقّ الليالى
لو مضت هكذا : لقاءٌ وموْعدْ ! " طفلةً كنت تعبثين بأشواقى ،
وتلوين جيدها لَوْ تمرّد ! !
* *
كلماتُ الصباح ..
يا لسعة النار !
وهل أنت قلِتها لىَ حقاً ؟! "سوف تنسى كما نسيتُ .." حروفٌ سحقتْ خاطرى المعذَّب سَحْقا وتبسمتِ ،
والدموع بعينىّ تناديك بالهزيمة : "رفقاً!"
* *
ثم خلفتنى أمد ذراعاً والهوى مطرق على الأرض ملقى انحنت أضلعى وضمته شيئاً
من كيانى قطعته وسيبقى
* *
طلع الفجر من وراء الغمامات بطيئاً ،
وسقسقت عصفورَهْ فى الغصون العجاف ،
وابتدأ الناسُ يدوسون وحدتى المهجورهْ وتلفتُّ :
الرؤى غائماتٌ والبقايا هيَّابةٌ مذعوره دفَنتْ فى الزحام وجهاً نحيلاً وتلاشت على تراب الظهيرهْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|