كتبها Administrator
|
الجمعة, 02 أغسطس 2019 15:05 |
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
هذه مجموعة قصائد من النثر ، كتبتها فى الفترة الأخيرة ، وكنت أنشرها على الفيس بوك ، حيث كانت تلقى تجاوباً طيباً من الأصدقاء المتابعين ، وهو الأمر الذى شجعنى على جمعها ، وطبعها فى نسخة ورقية ، حتى يسهل تداولها وأتمكن من إهدائها لمن أحب .
أما مفهومى لقصيدة النثر فهى من حيث الشكل عبارة عن نثر فنى يكتب على هيئة سطور تشبه الشعر الحر ، ومن حيث المضمون : هى بناء موضوعى ووجدانى تترابط مكوناته من واقع الحياة اليومية البسيطة ، ومظاهر الطبيعة المتنوعة ، وحركة النفس المتقلّبة ، بحيث تتطور فيه الأحداث ، محاولة وضع المتلقى فى جوّ نفسى مركز ، ينتهى به إلى خط النهاية الذى قد يكون مفاجأة بكل معنى الكلمة .
إذن فإن مفهومى لقصيدة النثر يكاد يختلف كثيراً عما شاع عنها لدى معظم الشعراء الذين كتبوها . فهى ليست تهويمات فى الفراغ ، ولا تركيبات لغوية خارجة عن المألوف ، ولا انتقاصا من القيم الدينية والأعراف الاجتماعية والمبادئ الأخلاقية ، بل إنها على العكس من ذلك كله : تعبير محدد وملتزم بموقف اجتماعى وإنسانى واع ، يسعى إلى إدانة السلبيات ، وتعظيم الإيجابيات .
وأنا لم أكتب قصيدة النثر إلا بعد أن مررت بكتابة الشعر العمودى (الملتزم بالوزن الخليلى والقافية) ، والشعر الحر الذى فتح صفحة جديدة فى تاريخ الشعر العربى الحديث ، وفى كل من هذين الشكلين نشرت أكثر من عشرة دواوين ، بالإضافة إلى ثلاث مسرحيات شعرية . وإنما أصرح بذلك حتى لا يظن ظان أننى أكتب قصيدة النثر لسهولتها لأننى أؤكد أنها لا تقل صعوبة عن كل من القصيدة العمودية ، وقصيدة الشعر الحر .
وأخيراً فإن قصيدة النثر عبارة عن تجربة جديدة فى تاريخ الشعر العربى ، أرجو أن يفسح لها المكان بدلاً من إقصائها ، وأن يتم تناولها ببعض التعاطف بدلاً من معاداتها، وأن يعتبرها النقاد المحترمون إضافة للشعر العربى وليست انتقاصا منه .
وإلى القارئ التحية
أكتوبر 2016
حامد طاهر
|