26- القرية النائية
لم يكن يتخيل على الإطلاق
أن تلك القرية النائية ،
التى عين فى الوحدة الطبية بها
سوف تشكل جزءاً أساسياً من حياته .
فى الشهور الأولى . .
رأى كل شئ حوله يبعث على القرف والاشمئزاز ،
حتى أنه لعن اليوم الذى تفوق فيه ،
والتحق بكلية الطب .
أين الآمال الكبرى فى عيادة فسيحة بوسط البلد ،
والتردد مع زملائه على النادى ،
وتكوين صداقات وعلاقات مع أرقى عائلات العاصمة ؟
تبخرت كلها
وهو يجلس فى تلك العيادة الحقيرة ،
التى توجد فى سقفها مروحة لا تعمل ،
ويقف على بابها تمرجى بجلباب أزرق ،
وطاقية صوف !
أما المترددات على العيادة فكلهن بلا استثناء
سيدات عجائز،
أو متوسطات العمر بكروش منتفخة ،
ورائحة ممزوجة بالطين وروث البهائم وذات يوم . .
دخلت مع خالتها فتاة فى حوالى العشرين
عيون خضراء واسعة ،
وضفيرتان تتدلـى إحداهما على صدرها ،
والأخرى على ظهرها حتى أسفل الوسط .
لم يستطع ان يرفع عينه عنها طوال الوقت
أما هى فكانت تبتسم بهدوء ،
وتنظر إليه بثبات .
فور خروجها نادى على التمرجى ،
وراح يمطره بالأسئلة عنها . . – آه البنت أم عينين خضره
بنت عم فاضل ،
صاحب الطاحونة ،
ناس طيبين وفى حالهم .
ولهم ولد سافر إلى العراق منذ عدة سنوات
وانقطعت أخباره
كان يريد أن يلتهم عنها كل خبر
راح يتلذذ بكل التفصيلات ،
التى لم يخرجها التمرجى الملعون إلا بصعوبة
***
فى الزيارة التالية لخالتها سألها عنها ؟
ولماذا لم تحضر معها ؟
ثم تجرأ ، وسأل :
هل هى مخطوبة ؟
وإذا تقدم هل يوجد مانع ؟
كان الطريق خالياً ،
ولم تمض عدة أيام
حتى كان يجلس إلى جوارها فى كوشة الفرح . .
ولم يعد يكره القرية التى عين فيها .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
26- القرية النائية
لم يكن يتخيل على الإطلاق
أن تلك القرية النائية ،
التى عين فى الوحدة الطبية بها
سوف تشكل جزءاً أساسياً من حياته .
فى الشهور الأولى . .
رأى كل شئ حوله يبعث على القرف والاشمئزاز ،
حتى أنه لعن اليوم الذى تفوق فيه ،
والتحق بكلية الطب .
أين الآمال الكبرى فى عيادة فسيحة بوسط البلد ،
والتردد مع زملائه على النادى ،
وتكوين صداقات وعلاقات مع أرقى عائلات العاصمة ؟
تبخرت كلها
وهو يجلس فى تلك العيادة الحقيرة ،
التى توجد فى سقفها مروحة لا تعمل ،
ويقف على بابها تمرجى بجلباب أزرق ،
وطاقية صوف !
أما المترددات على العيادة فكلهن بلا استثناء
سيدات عجائز،
أو متوسطات العمر بكروش منتفخة ،
ورائحة ممزوجة بالطين وروث البهائم وذات يوم . .
دخلت مع خالتها فتاة فى حوالى العشرين
عيون خضراء واسعة ،
وضفيرتان تتدلـى إحداهما على صدرها ،
والأخرى على ظهرها حتى أسفل الوسط .
لم يستطع ان يرفع عينه عنها طوال الوقت
أما هى فكانت تبتسم بهدوء ،
وتنظر إليه بثبات .
فور خروجها نادى على التمرجى ،
وراح يمطره بالأسئلة عنها . . – آه البنت أم عينين خضره
بنت عم فاضل ،
صاحب الطاحونة ،
ناس طيبين وفى حالهم .
ولهم ولد سافر إلى العراق منذ عدة سنوات
وانقطعت أخباره
كان يريد أن يلتهم عنها كل خبر
راح يتلذذ بكل التفصيلات ،
التى لم يخرجها التمرجى الملعون إلا بصعوبة
***
فى الزيارة التالية لخالتها سألها عنها ؟
ولماذا لم تحضر معها ؟
ثم تجرأ ، وسأل :
هل هى مخطوبة ؟
وإذا تقدم هل يوجد مانع ؟
كان الطريق خالياً ،
ولم تمض عدة أيام
حتى كان يجلس إلى جوارها فى كوشة الفرح . .
ولم يعد يكره القرية التى عين فيها .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
|