9- أسطورة العصا والجزرة
إذا كان لديك حمار
وأردت أن تروّضه
فلابد أن تستعمل معه
طريقة العصا والجزرة ..
----
أما العصا ، فلكى تجبره على التحرك
فى هذه الاتجاه ، أو الاتجاه الآخر
وأما الجزرة فتعلقها فى رقبته
بحيث تتدلى أمام فمه
وكلما حاول الاقتراب منها ابتعدت عنه
وعندئذ يستمر فى المشى للأمام
راغبًا فى قضم الجزرة ،
التى لا تقضم أبدا ..
وبهذه الطريقة ..
يمكنك أن تجعل الحمار يتحرك
إما خشية من الضرب بالعصا
أو رغبة فيما يشتهى
وهكذا ، يظل دائما بين حاليْن :
الخوف والرجاء
ومن ورائهما : القلق وعدم الاطمئنان
----
ويقال :
إن كثيرًا من السلاطين
قد استخدموا هذه الطريقة مع رعاياهم
وأنها نجحت فى معظم الأحوال
أما الحالات القليلة التى لم تنجح
فقد كان يقف وراءها أمران :
عدم الخوف من عقاب السلطان ،
والزهد فيما لديه من ذهب ومناصب !
وذات يوم من عهد سحيق
نظر السلطان باهيد شاه فى عيون حاشيته
ثم طرح عليهم السؤال التالى :
- كيف تروننى كحاكم .. ؟
تبادل الجميع الصمت والدهشة معا
لكن واحدًا كان يجلس فى آخر الديوان
تجرأ ، وقال :
- هل تأذنون لى يا مولاى ؟
ابتسم السلطان ، وقال له :
- أجل .. تحدث بكل صراحة
قال الرجل :
- إنكم يا مولاى حاكم عادل
إلا عندما يشغلكم مجلس الشراب
عن النظر فى مشاكل الرعيه ..
اطرق السلطان قليلا ، ثم قال له :
- إننا نحترم صراحتك
وسنكافئك عليها بمائه كيس من الذهب
شهق جميع من فى المجلس ،
وبلغ بهم الحسد من صاحبهم مداه
وتمنوا جميعا لو أنهم قالوا مثله
لكى يحصلوا على نفس مكافأته
..
لكنهم بعد يومين
يومين اثنين فقط
وجدوا جثته ملقاة فى حفرة !
----
وحين أشرف السلطان زنهارشاه على الموت
استدعى أهل بيته ، والمقربين من حاشيته
وقال لهم بصوت متقطع :
- إياكم والنزاع فيما بينكم
لأن بنيان هذه الدولة ،
الذى أقمنه حجرا حجرا
ثابت وقوى
لكنه إنما يتداعى ويسقط باختلافاتكم
فاحرصوا على التساند ، وإياكم والفرقة
نظر بعضهم إلى بعض
وترقرقت الدموع فى عيون النساء
وساد صمت رهيب ، وثقيل
لم يقطعه سوى صوت فتى صغير
كان يمسك برداء أمه
سأل السلطان :
- وماذا نفعل يامولاى
إذا ثارت علينا الرعية ؟
نظر إليه السلطان بمودة ، وقال
- لديكم أبواب القصر الخلفية
وهناك تجدون الخيل جاهزة
لحملكم مع خزائنكم .. إلى بلاد أخرى
لكن احرصوا على أن تكونوا فيها أيضا .. سلاطين
----
وقيل إن السلطان المعروف تايكاندشاه
سأل ذات يوم ابنه :
- كيف ستحكم الرعيه من بعدى ؟
- برأيى أولاً ، يامولاى
فإن لم يطيعوا أعملت فيهم السيف
أطرق السلطان برهة ، ثم قال له :
- هذه طريقة قديمه ،
وعاقبتها وخيمهْ
لأنها قد تؤدى إلى ثورة الجند عليك
- وماذا ترون جلالتكم يا أبتاه ؟
- تحرض بعض الرعيه على بعض
ثم تجلس أنت على عرشك هادئا
وحين يقع بعضهم قتلى
تشارك فى تشييع جنازاتهم
وترسل لأهاليهم باقات الزهور !
----
ومنذ أيام
مررت بصاحب حمار
وهو بطعم حماره الكثير من الجزر
سألته :
- كيف تعطيه هذه الكمية الكبيرة ؟
ألا تخشى أن يشبع ،
فلا يطيع أوامرك ؟
وكان الرجل حكيما ، فأجاب
- كلا .. فأنا أدفعه للتعوّد على أكل الجزر
حتى إذا جاع .. تطلعت نفسه إليه
وحينئذ أضع جزرة واحدة فى رقبته
لكى أحركه بها كما أشاء
قلت له :
- إذن هذا مجرد تدريب ؟
- طبعا ، ومن قال لك :
إننى قادر على توفير هذه الكمية
من الجزر له .. كل يوم ؟!
****
9- أسطورة العصا والجزرة
إذا كان لديك حمار
وأردت أن تروّضه
فلابد أن تستعمل معه
طريقة العصا والجزرة ..
----
أما العصا ، فلكى تجبره على التحرك
فى هذه الاتجاه ، أو الاتجاه الآخر
وأما الجزرة فتعلقها فى رقبته
بحيث تتدلى أمام فمه
وكلما حاول الاقتراب منها ابتعدت عنه
وعندئذ يستمر فى المشى للأمام
راغبًا فى قضم الجزرة ،
التى لا تقضم أبدا ..
وبهذه الطريقة ..
يمكنك أن تجعل الحمار يتحرك
إما خشية من الضرب بالعصا
أو رغبة فيما يشتهى
وهكذا ، يظل دائما بين حاليْن :
الخوف والرجاء
ومن ورائهما : القلق وعدم الاطمئنان
----
ويقال :
إن كثيرًا من السلاطين
قد استخدموا هذه الطريقة مع رعاياهم
وأنها نجحت فى معظم الأحوال
أما الحالات القليلة التى لم تنجح
فقد كان يقف وراءها أمران :
عدم الخوف من عقاب السلطان ،
والزهد فيما لديه من ذهب ومناصب !
وذات يوم من عهد سحيق
نظر السلطان باهيد شاه فى عيون حاشيته
ثم طرح عليهم السؤال التالى :
- كيف تروننى كحاكم .. ؟
تبادل الجميع الصمت والدهشة معا
لكن واحدًا كان يجلس فى آخر الديوان
تجرأ ، وقال :
- هل تأذنون لى يا مولاى ؟
ابتسم السلطان ، وقال له :
- أجل .. تحدث بكل صراحة
قال الرجل :
- إنكم يا مولاى حاكم عادل
إلا عندما يشغلكم مجلس الشراب
عن النظر فى مشاكل الرعيه ..
اطرق السلطان قليلا ، ثم قال له :
- إننا نحترم صراحتك
وسنكافئك عليها بمائه كيس من الذهب
شهق جميع من فى المجلس ،
وبلغ بهم الحسد من صاحبهم مداه
وتمنوا جميعا لو أنهم قالوا مثله
لكى يحصلوا على نفس مكافأته
..
لكنهم بعد يومين
يومين اثنين فقط
وجدوا جثته ملقاة فى حفرة !
----
وحين أشرف السلطان زنهارشاه على الموت
استدعى أهل بيته ، والمقربين من حاشيته
وقال لهم بصوت متقطع :
- إياكم والنزاع فيما بينكم
لأن بنيان هذه الدولة ،
الذى أقمنه حجرا حجرا
ثابت وقوى
لكنه إنما يتداعى ويسقط باختلافاتكم
فاحرصوا على التساند ، وإياكم والفرقة
نظر بعضهم إلى بعض
وترقرقت الدموع فى عيون النساء
وساد صمت رهيب ، وثقيل
لم يقطعه سوى صوت فتى صغير
كان يمسك برداء أمه
سأل السلطان :
- وماذا نفعل يامولاى
إذا ثارت علينا الرعية ؟
نظر إليه السلطان بمودة ، وقال
- لديكم أبواب القصر الخلفية
وهناك تجدون الخيل جاهزة
لحملكم مع خزائنكم .. إلى بلاد أخرى
لكن احرصوا على أن تكونوا فيها أيضا .. سلاطين
----
وقيل إن السلطان المعروف تايكاندشاه
سأل ذات يوم ابنه :
- كيف ستحكم الرعيه من بعدى ؟
- برأيى أولاً ، يامولاى
فإن لم يطيعوا أعملت فيهم السيف
أطرق السلطان برهة ، ثم قال له :
- هذه طريقة قديمه ،
وعاقبتها وخيمهْ
لأنها قد تؤدى إلى ثورة الجند عليك
- وماذا ترون جلالتكم يا أبتاه ؟
- تحرض بعض الرعيه على بعض
ثم تجلس أنت على عرشك هادئا
وحين يقع بعضهم قتلى
تشارك فى تشييع جنازاتهم
وترسل لأهاليهم باقات الزهور !
----
ومنذ أيام
مررت بصاحب حمار
وهو بطعم حماره الكثير من الجزر
سألته :
- كيف تعطيه هذه الكمية الكبيرة ؟
ألا تخشى أن يشبع ،
فلا يطيع أوامرك ؟
وكان الرجل حكيما ، فأجاب
- كلا .. فأنا أدفعه للتعوّد على أكل الجزر
حتى إذا جاع .. تطلعت نفسه إليه
وحينئذ أضع جزرة واحدة فى رقبته
لكى أحركه بها كما أشاء
قلت له :
- إذن هذا مجرد تدريب ؟
- طبعا ، ومن قال لك :
إننى قادر على توفير هذه الكمية
من الجزر له .. كل يوم ؟!
****
|